لمن اعطيك يا قلبي لمن عطيك
وياشعر الهوى قل لي لمن اهديك
لمن والارض قاسية بلاقلب
لمن واللشوك اكداس على دربي
لمن اعطيك ياقلبي
اتذكر
طفلة الماضي والوانا من اللهو
ندوخ بلعبنا الحلو بين اللوز والرمان والسرو
اتذكر شقرة شعرها المنعوف للنسمة
وعضتها على زندي
وقبلتها على خدي
وشكواها الى ابوي اني طائش ازعر
اتذكر انت هل تذكر
وفي يوم صفرت لطفلتي الحلوة
فجائتني على مهل بلا ضحك بلا نشوة
وقالت لي بدون سلام
اتفهم ان امي لم تعد تسمح وان ناديت بعد اليوم
فالشباك لن يفتح
لاني لم اعد طفلة
فقل ياعميق الجرح يا قلبي لمن اعطيك
اتذكر
رنة الجرس وعهد الكتب والزملاء والحلوة
تجىء بثوبها الخاكي بلا حرس
اتذكر حصة التشريح والاستاذ يشتبه
فينهانا باصبعه عن اللفتات والبسمات
ويزجرنا كفى انتبهو كفى لليوم يا اولاد
وزلزلنا خواء المقعد الخالي
وماكدنا نلم الكتب
حتى كنت ارقبها
وعبر الشرفة الزرقاء اشرق وجه والها
وعمتها وجدتها
وبعد سجائر كثر وبعد الحزن واللهفة
اطلت حلوة الشرفة
وراحت خوف عين الاهل والجيران
تحدق في ماخوذة
انا ماعدت تلميذة
فقل يا عميق الجرح ياعمري لمن اعطيك
اتذكر حلوة المكتب
اجىء مبكرا للشغل كي احظى بصحبتها
اشاركها اغاني الصبح
اشرب بعض قهوتها
ومن فنجانها احكي لها تاريخ سيرتها
كما شاء الهوى انهي انا تاريخ قصتها
وتضغط كفي الحرى براحتها
فتضحك حلوة المكتب وتفهم انني معجب
وفي يوم
حملت الشوق زوادة
وجئت مبكرا للشغل كالعادة
فلم تستقبل الحسناء شوقي بابتسامتها
وماتت قبل مولدها بقايا من تحيتها
وتعثر ثغرها المحموم في لفظ بلا لفظ
اليك سواي العوبة
فاني اليوم مخطوبة
فقل يا ندي الجرح ياقلبي لمن اعطيك
اتشعر انني اكبر واني بت اخشى الشيب والوحدة
فماذا بعد سر الخوف ما بعده
كفاني في الهوى جهلا
لاني لم اعد طفلا
وقل يا بهي الجرح ياقلبي لمناعطيك